التعبير من خلال الفنّ وشبكة الدعم المعنوي مفتاح الصحة النفسية

يهدف العمل الفني "الأب والابن" للفنان الكولومبي دايرو فارغاس إلى إطلاق حوار مجتمعي حول الصحة النفسية قبل "قمة ويش 2022".

 

يعود الفنّان التشكيلي الكولومبي المعاصر دايرو فارغاس إلى الدوحة لحضور قمة مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) التي ستنطلق يوم 4 أكتوبر وتستمر حتى يوم 6 أكتوبر، حيث سيظهر مرة أخرى قوة الفن في النهوض بالصحة والرفاهية الشخصية خلال جلسة للرسم المباشر.

سيتماشى العمل الذي يبتكره مع اهتمامات “قمة ويش 2022” واسعة النطاق بمسيرة دولة قطر نحو انطلاق كأس العالم FIFA قطر 2022 من منظور الصحة العامة. وفقًا لفارغاس، سيضم المعرض أربع شخصيات يعربون عن فرحتهم بالحياة في بيئة صحية لإبراز الترابط بين الرياضة والصحة والرعاية الذاتية.

وستكون هذه هي المرة الثانية التي يبدع فيها فارغاس عملًا فنيًا على المباشر في قمة “ويش”، بعد مشاركته السابقة في نسخة 2018 حيث تولى خلالها رسم لوحة “الأب والابن”. وسلط هذا العمل الفني الضوء على أهمية شبكات علاقات الدعم بالنسبة إلى الذين يعانون من تحديات الصحة النفسية.

وأوضح فارغاس: “عندما يعاني فرد ما من صعوبات عاطفية، يمكن أن تكون شبكة علاقات الدعم المعنوي مهمة جدًا لعملية التعافي. يعكس العمل الفني الأب والابن الثقة والاحترام بين الأصدقاء وأفراد الأسرة، مما يسمح للفرد بإعادة بناء ثقته في نفسه واحترام ذاته”.

مسترشدًا بالتركيز الخاص على الصحة النفسية في “قمة ويش 2018″، اعتمد فارغاس على تجربته الشخصية لإبداع لوحة “الأب والابن”. وقال: “عندما كنت أعاني من الاكتئاب النفسي، كانت عائلتي وأصدقائي بجانبي دائمًا لدعمي، على الرغم من أنهم لم يدركوا فعلًا ما كان يحدث معي. لقد منحني دعمهم القوة للاستمرار.” وتابع: “لقد سيطرت عليّ الأفكار السلبية وتدني احترام الذات. لم ألجأ أبدًا إلى مساعدة متخصصين مهنيين خوفًا من الحكم والتمييز المجتمعيين”.

خلال هذا الوقت الصعب، جاء الفن لإنقاذ فارغاس من محنته، وقدم له الطمأنينة التي يحتاجها. حيث قال: “بعد سنوات عديدة من المعاناة بدأت في استخدام الفن بوعي لشفاء نفسي. كنت أرسم رسومات مرتبطة تمامًا بما كنت أشعر به، مما يسمح لقلم الرصاص أو الطلاء بالتدفق بحرية على سطح القماش. واستطعت تدريجيًا أن أرى كيف انعكس الغضب والحزن والسعادة في أعمالي الفنية وبدأت أفهم مشاعري”.

ويدعو فارغاس، من خلال أعماله الفنية، الناس للتعرف على التأثير الإيجابي للفن على الرفاهية النفسية للفرد. وقال: “يعزز الفن الإبداع والخيال، ويحفز أجزاء مختلفة من أدمغتنا، ويخلق مسارات عصبية جديدة تعمل على تحسين الشعور بالرفاهية. يمكن لأي نشاط فني أن يخفض مستويات التوتر بشكل كبير لأن العقل يصرف تركيزه نحو الإبداع. والمهم هو التركيز على عملية الإبداع بدلاً من النتيجة النهائية”.

سيتم عرض لوحة فارغاس “الأب والابن” للجمهور في مطافئ خلال أسبوع الدوحة للرعاية الصحية الذي يقيمه “ويش” من 29 سبتمبر إلى 3 أكتوبر، في الفترة التي تسبق “قمة ويش 2022”. وسيبقى المعرض مفتوحًا أمام الزوار إلى يوم 7 أكتوبر.

أفراد المجتمع المحلي مدعوون لزيارة المعرض والمشاركة في نقاشات مفتوحة حول الصحة النفسية، والابتعاد عن منظور التصورات المجتمعية حول اضطرابات الصحة النفسية. يمكن الاطلاع على جميع فعاليات أسبوع الدوحة للرعاية الصحية هنا.

ويش هي مبادرة الصحة العالمية التابعة لمؤسسة قطر. لتسجيل رغبتك في حضور “قمة ويش 2022″، تفضل بزيارة: https://2022.wish.org.qa/

حصة هذه المادة